كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

37…
ودرجات المنبر الشماء ثلاثة (1) خشبها الطرفاء
وظل هكذا في عهد الخلفا ونزلوا مكرمين المصطفى
صيره تسعاً كذا كساه نجل أبي سفيان إذ علاه
وبعد أن شب الحريق في الحرم أتحفه بيبرس منبراً أتم
في سابع القرون والحريق ناء عن الحجرة يا صديق
وبعد ذا جدده برقوق ثم المؤيد كما يليق
بمسجد النبي خير الخلق شفيع كل أمة بالحق
ثم بناه ساكنو المدينة بعون مصر القلعة الحصينة
أهداه قايتباي منبراً زهى بزخرف ولقباء انتهى
وهو الذي يوجد هذا اليوم ومنبر إلى المرادي نمى
وهو الذي حظي بالبقاء به حدود الروضة الغراء
ولما قام المهدي العباسي المدينة قال لمالك بن أنس إمام المدينة: إني أريد أن أعيد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاله، قال له مالك إنما هو من طرفاء وقد سمر إلى هذه العيدان وشد وأخشى إن نزعته أن يتهافت فيهلك فلهذا لا أرى أن تغيره.
أما طول المنبر الشريف في عهده صلى الله عليه وسلم فقد كان ذراعين وثلاثة أصابع، وأما عرضه فذراع راجح وطول صدره الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستند إليه ذراع واحد.

__________
(1) ذكرت العدد بالتاء لتقدم المعدود وذلك يبيح الوجهين كما في الصبان.

الصفحة 37