كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

4…
أنزل الله بها كتابه، وحمى فيها دينه الذي هو الدين المختار من الله تعالى كما جاء في قول الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فأصبحت هي المدينة المنورة وليس بكثير عليها هذا الاسم إذ أن النور قد تحول إليها وخصها الله تعالى بإنزال الرحمة على رسوله الأكرم في بقاعها المقدسة.
لذلك كم كنا نبحث عمن يحقق لنا معالم هذه الدار، وكم رأينا وقرأنا أبحاثاً وأخباراً عن دار الهجرة، ولكننا ما زلنا في حالة التعطش لإدراك أكبر وعلم أوفر ومعلومات أقوى عن هذه البلدة المقدسة، ومن المعلوم أن الإنسان إذا جد في أمر جدير به بعد استعانته بالله أن يحصل على مقصده وينال مطلبه، فبينما كنت أبحث وأفكر عن معلومات جديدة لدار الهدرة إذ اطلعت على سفر ليس بكبير ولكنه كبير في مقصده ألا وهو الكتاب المشهود (الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم) وجدته مخطوطاً بيد أحد الإخوة الأفاضل، والذي ما كنت أعرفه قبل ذلك، بل كنت أسمع بذكره وانشغاله بهذا الكتاب الثمين، وبعد التعريف به علمت أنه هو الشيخ (محمد غالي محمد الأمين الشنقيطي) فاستعرت بعض الكراسات منه للمطالعة والمراجعة، فألفيت معلوماته جديدة ودقيقة، قد تحمل مؤلفها التعب والنصب حتى وقف على كثير من الحقائق التي لم يسبق إليها، فطلبت منه أن يراجع ما جمع، ويحقق ما ألف، وأن يسلم الكتاب إلينا، لنستعين بالله تعالى على طبعه، وعلى أثر ذلك استخرت الله تعالى أن…

الصفحة 4