كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

45…
مكان مصلاه الذي في نهاية جدار المسجد القبلي حيث هو الآن عند الاسطوانة المخلفة (أي المطيبة) فأصبحت هذه الأسطوانة خلفه، وكان عمر والصديق وأفاضل الصحابة رضي الله عنهم يفضلوا الصلاة عندها وكان أفاضل أبناء المهاجرين من التابعين يعتادون الجلوس عندها، حتى قيل لمجلسهم: مجلس القلادة.
وسبب تسميتها باسطوانة عائشة رضي الله عنها أن بعضاً من الصحابة رضي الله عنهم كانوا جلوساً عند عائشة رضي الله عنهاومعهم ابن أختها التابعي الفقيه (عروة بن الزبير) فقالت عائشة رضي الله عنها: إن في المسجد اسطوانة لو عرفها الناس لاضطربوا على الصلاة عندها بالأسهم.
فسألوها عنها فأبت أن تعينها لهم ثم بعد قيامهم سارت ابن الزبير بشيء ثم قام واتجه غلى هذه الاسطوانة وصلى عندها.
وكان بعض أولئك الصحابة يرقب ماذا سيفعل فلما صلى عندها جاؤوا وصلوا في مكانه فسميت هذه الاسطوانة بعد ذلك (اسطوانة عائشة) كما هو مكتوب الآن ف أعلاها، كما سميت أيضاً باسطوانة القرعة لروياة (لاقترعوا عليها بالسهام) وروى بعض التابعين عن زيد بن أسلم أنه رأى موضع جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الاسطوانة وأنه رأى بعد ذلك موضع جبهة ابي بكر الصديق دونها ثم رأي موضع جبهة عمر دون موضع جبهة ابي بكر رضي الله عن الجميع مما يؤكد أن ابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يعرفان فضل الصلاة عند هذه الأسطوانة، وقد ورد ايضاً أن الدعاء عندها مستجاب.
ومن المعلوم أن موضع جبهة النبي صلى الله عليه وسلم ثم جبهة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كان على التراب قبل أن يفرش المسجد بالبلاط فليتنا حظينا ببقاء ذلك…
0……

الصفحة 45