كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

46…
التراب لنمرغ وجوهنا في مكان وضع فيه النبي صلى الله عليه وسلم جبهته الشريفة كما فعل ابن مايابا العالم المجتهد حين دخل في غار حراء وقال:
أمرغ في حراء أديهم خدي دواماً بالغداة وبالعشيّ
لعلي أن أمسَ بحرٍ وجهي تراباً مسًه قدم النبيِّ
2 - اسطوانة الوفود: وهي الاسطوانة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عندها لوفود العرب القادمة عليه لكي تبايعه على الإسلام وهي التي وقع عندها نداء بني تميم من وراء الحجرات حيث نادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: (يام محمد اخرج لنا نفاخرك) فأنزل الله تعالى في شأنهم قوله: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراص لهم ... ) فخرج إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم وجلس لهم عند هذه الاسطوانة فجاء وفد بني تميم وقدموا خطيبهم عطار (1) بن حاجب، وقال: (الحمد لله الذي له علينا الفضل - وهو أهله - الذي جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عظاماص نفعل منهاالمعروف، وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثره عدداً وأشده عدة فمن مثلنا في الناس؟ ألسنا برؤوس وأولي فضلهم فمن فاخرنا فيعدد مثلما عددناه وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام ولكنا تنحينا عن الإكثار وأوقل هذا لأن تأتوا بمثل قولنا وأمرٍ أفضل من أمرنا).
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس أن يجيبه فقال ثابت بن قيس رضي الله عنه (الحمد لله الذي السموات والأرض خلقه، قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يكن شيء قط إلا د… (1) انظر شرح ديوان حسان للبرقوقي، ص 296.

الصفحة 46