كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

47…
من فعله ثم أن كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خلقه رسولاً أكرمه نسباً وأصدقه حديثاً وافضله حسباً فأنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه وكان خيرة من العالمين ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرون من قومه وذوي رحمه اكرم الناس أحساباً وأحسنهم وجوهاً وخير الناس فعالاً ثم كنا أول الخلق إجابة، واستجاب لله حين دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أنصار الله ووزراء رسول الله صلى الله عليه وسلم نقاتل الناس حتى يؤمنوا فمن آمن بالله ورسوله متع بماله ودمه ومن كفر جاهدناه في الله أبداً وكان قتله علينا يسيراً أقول هذا واستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم).
فقام الزبرقان (1) بن بدر شاعر بني تميم وقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا منا الملوك وفينا يقسم الربع
وكم قسرنا من الأحياء كلهم عند النهاب وفضل العز يتبع
ونحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء إذا لم يؤنس القزع
ثم ترى الناس تأتينا سراتهم من كل أرض هوياً ثم نصطنع
فننحر الكوم عبطاً في أرومتنا للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا
فلا ترانا إلى حيٍ نفاخرهم إلا استقادوا وكانوا الرأس يقتطع
إنا أبينا ولم يأب لنا أحد إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فمن يقادرنا في ذاك يعرفنا فيرجع القوم والأخبار تستمع…

الصفحة 47