كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

49…
نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
لا فخر إن هم أصابوا من عدوهم وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع
كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسدٌ ببيشة في أرساغها فدع
إذا مضينا لقوم لا ندب لهم كما يدب إلى الوحشية الذرع
أكرم بقوم رسول الله شيعته إذا تفرقت الأهواء والشيع
أهدى لهم مدحي قلب يؤازره فيما يحب لسان حائك صنع
فإنهم افضل الأحياء كلهم إن جد بالناس قول الجد أو شمعوا (1)
فعند ذلك قال الأقرع بن حابس التميمي: وأبي إن هذا الرجل لمؤتى له لخطيبه أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا وأصواتهم أعلى من أصواتنا ثم أسلم وفد بني تميم وجوزهم الرسول صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم، قال ناظم عمود النسب.
قوم ونادوا من وراء الحجرات وفاخرت وأسلمت تلك الحمات
وعند هذه الأسطوانة أيضاً قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ضمام بن ثعلبة وافداً عن بني سعد بن بكر فلما أقبل ووقف على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم يكن يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنا ابن عبد المطلب فقال له ضمام: أمحمد يا بن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ عليك في المسألة فلا تجدن في نفسك فقال صلى الله عليه وسلم لا أجد في نفسي قل عما بدا…
__________
(1) شمعوا: طربوا وفرحوا. وقد وردت في شعر القطامي:
سأبدئهم بمشمعة وأثني بجهدي من طعامٍ أو بساطٍ

الصفحة 49