كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

54…أتي مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف - أي المخلقة - فقلت يا ابا سلمة أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة قال فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها).
وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع أنه كان يتحرى موضع المصحف يصبح فيه وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك.
فرضي الله عن سلمة وجميع الصحب الكرام فإن استطع أيها المسلم أن تتحرى بصلاتك ونوافل المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة فليه فافعل، ولكن أحذر من أن تضر أحداً من الجالسين والقاصدين من الفضل مثلما تقصد حتى لا يتسب ذلك في إحباط عملك.
وهذه الأسطوانة اليوم يرتكز عليها المحراب النبوي الشريف ومكتوب في أعلاها (الأسطوانة المخلقة) وسبب تسميتها بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليها نخامة فساءه ذلك فقام أحد الصحابة وحك النخامة وطيب مكانها بطيب يسمى الخلوق فسر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك واعتبر هذا أول تطيب للمسجد النبوي.
5 - اسطوانة السرير: وهي الأسطوانة التي تقع في مكان اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم وكان يوضع له عندها سرير وكان هذا السرير من جريد النخل وفيه السعف ولا تظن أنه أريكة وثيرة فإن ذلك من نعيم الدنيا الزائل الذي ترفع عنه النبي صلى الله عليه وسلم وفضل عليه نعيم الآخرة:
وراودته الجبال الشم من ذهبٍ عن نفسه فاراها أيما شمم…

الصفحة 54