كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

81
واتجهوا إلى الحجرة الشريفة وقبيل أن يصلوا إلى المنبر انفتحت لهم الأرض وابتلعتهم بما معهم وذلك على عين شمس الدين صواب فكاد يطير من الفرح وزال عنه الهم والغم فلما استبطأهم الأمير جاء يسأل عنهم شيخ الخدام فقال تعالى أريكهم فأخذ بيده وأدخله المسجد وإذا بهم في حفرة من الأرض تنزل بهم وتنخسف شيئاً فشيئاً وهم يصيحون ويستغيثون فارتاع الأمير وعاد وهدد شمس الدين بأنه إذا أعلم أي أحد بما وقع سوف يقتله ويصلبه فأصبحوا وقد توارت فوقهم الأرض ثم بعد ذلك خرج شمس الدين إلى الشام وحدث بهذه الحادثة وذكر أسماء بعض من هلكوا فيها، وقيل إن ذلك الأمير تاب بعد ذلك وكتب عما شاهده من أمرهم، هذهالحادثة ذكرها المحب الطبري وعزاً للقرطبي أنه سمعها من شمس الدين بنفسه وهو في المدينة المنورة وذكرها السيد السمهودي.
4 - ورد في بناء الوليد بن عبد الملك للمسجد النبوي الشريف أن أحد الروم الذين استخدمهم في البناء رآى ظهراً أن المسجد خالٍ من الناس فقال هذا الرومي لأذهبن وأبولن على قبر صاحبهم فقال له زملاؤه من الروم إنك لن تستطيع ذلك فأصر عدو الله على الذهاب فلما تجاوز المنبر وقبل أن يصل إلى المحراب صرخ صرخة منكرة وسقط على الأرض فما جاء قومه وجدوا بطنه قد انفجرت ودماغه قد انتثر.

الصفحة 81