كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
82
بناء المسجد النبوي الشريف وتوسعته على مر العصور
ورد في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها) وهذا الحديث يفيد استمرار هجرة المسلمين إلى المدينة وتكاثرهم فيها ولجوئهم بدينهم إليها كلما تعرضوا للإضطهاد ومحاولة النيل من دينهم فلي خارجها فكانوا يجفلون من قوارع الدهر إلى المدينة المنورة إلى وقتنا هذا الذي تشهد فيه المدينة المنورة زيادة كثيرة في سكانها لنزوح أهل البادية وهجرة المهاجرين وكثرة الزائرين إليها لما يتوفر في عصرنا هذا (عصر المملكة العربية السعودية) من أمن ورخاء وطمأنينة وهذا وضع يتطلب الزيادة والتوسعة للمسجد النبوي باستمرار.
زيادة النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده بعد فتح خيبر
بما أن عدد المسلمين المهاجرين إلى المدينة المنورة ظل يزيد ويتضاعف حتى ضاق المسجد عن المصلين فقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيد ويوسع مسجده حسب ما تقتضيه حاجة المسلمين وبدأ ذلك بعد فتح خيبر حين أفاء الله عليه من مال أهلها.
وهذه الزيادات في المسجد ابتداءً من زيادته صلى الله عليه وسلم وإلى نهاية الدنيا يرى