كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

83
الجمهور أن الصلاة فيها يضاعف ثوابها كمضاعفته في مسجده صلى الله عليه وسلم في مسجده الأول وفي مقدمة من يرى ذلك إمام المدينة (مالك رحمه الله) الذي قال إن المضاعفة الواردة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم نعم ما زيد فيه، وروى ابن شبة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما زاد في المسجد النبوي قال لو زدنا فيه حتى يبلغ الجبانة كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - والجبانة المقبرة -. وورد عن عمر أيضاً أنه قال لو مد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه، وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو بني هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي) وروي أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال: (هذا مسجدي وما زيد فيه فهو منه ولو بلغ بمسجدي صنعاء كان مسجدي) هذه الآثار والأحاديث منها المنقطع ومنها المعضل ومنها ما فيه راوٍ متروك ولكن كثرتها تجعل بعضها يقوي بعضاً وبالخصوص إذا عدم المعارض.
وأما ما تمسك به بعض العلماء العلم من أن اسم الإشارة في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا ... ) من أن اسم الإشارة يدل على تخصيص ما كان مبنياً في عهده صلى الله عليه وسلم بمضاعفة الثواب فإن الصحيح عند جمهور العلماء والأئمة أن اسم الإشارة هنا لا مفهوم مخالفة له إلا فيما عدا المسجد النبوي الشريف من المساجد الأخرى وكان الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف يصلون في زيادة عمر وعثمان والوليد والمهدي دون تفرقة بين مكان وآخر من المسجد النبوي إلا أن الروضة الشريفة وما حولها له فضل كبير كما ورد في الأحاديث الصحيحة.

الصفحة 83