كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

84
وقد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم زاد المسجد بعد فتح خيبر حتى أصبح مائة ذراع في مائة ذراع وكانت تلك الزيادة تكفي لحاجة المسلمين في ذلك الوقت.
كما عرفنا كيف انتزع ملكية ما اعترض من الدور في هذه الزيادة: فقد ورد أن رجلاً تقع داره في شمال المسجد شملتها الزيادة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أتتصدق بدارك على المسجد ولك بها دار في الجنة فأبى هذا الرجل فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه وظل يساوم هذا الرجل في داره ويغريه حتى اشتراها منه بعشرة آلاف درهم ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله أتقبل مني الدار بالثمن الذي أعطيته لصاحبها فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار في الجنة.
وكانت هذه الزيادة من الغرب والشمال فقط.
وفي يوم من الأيام والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في محرابه فقال لو زدنا في مسجدنا وأشار بيده إلىجهة القبلة فجعل ذلك الصحابة يفكرون في زيادته من جهة القبلة ولكن في عهد الصديق رضي الله عنه انشغل بحروب الردة عن توسعة المسجد وإن كان غير بعض أعمدته الخشبية حين أكلتها الأرضة بأعمدة أخرى من الخشب أيضاً.
زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17 هـ
سبب هذه الزيادة أن المسلمين زاد عددهم فاحتاجوا إلى زيادة المسجد وطلبوا من عمر رضي الله عنه بإلحاح أن يزيد ويوسع في المسجد النبوي

الصفحة 84