كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

86
بأخذه منه بقوة السلطان فأوحى الله إليه يا داوود أمرتك أن تبني لي بيتاً فأردت أن تجعل فيه الغصب فقد حرمت عليك بناءه فقال داوود عليه السلام يا رب اجعل ذلك على يد ابني سليمان فاستجاب الله لذلك، فلما سمع عمر الحديث قال للعباس والله لا أكلمك في دارك أبداً وبعد ذلك جاء المطر فصب مرزاب دار العباس الماء في صحن المسجد على رؤوس المصلين فغضب عمر وقام وانتزع المرزاب من مكانه فقال له العباس: لقد انتزعت مرزاباً وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بييه حين حملته على منكبي فندم عمر رضي الله عن الجميع وقال: والله لنضعن قدميك يا عباس على منكبي هاتين وأحملك كما حملت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تعيده إلى مكانه، وبعد ذلك تيقن فيها سكوت عمر عن داره جاء إليه وقال أما وقد سكت عن داري فالآن أتصدق بها على المسلمين فشكر له عمر ذلك وهدمها وأدخل مكانها في المسجد النبوي الشريف، وكانت تقع من الجهة الغربية للمحراب العثماني الواقع غربي المنبر والذي بنى سنة 908 هـ.
فوسع المسجد عشرة أذرع من جهة القبلة، وعشرين ذراعاً من الناحية الغربية، وسبعين ذراعاً من الناحية الشمالية، وهذا يعني أن زيادته من جهة الغرب اسطوانة واحدة، وكذلك من جهة القبلة أما من الشمال فتشمل معظم الرحبة الأولى التي ينتهي إليهامسجده صلى الله عليه وسلم بعد زيادته بعد فتح خيبر.
وجعل للمسجد النبوي ستة أبواب: اثنان عن يمين القبلة واثنان عن يسارها. أصبح مكان الشرقي منهما داخلاً في الشباك المحيط بالحجرات،

الصفحة 86