كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
89
النبوي بالنسبة لزيادته هو، ولم يقتصر عمر رضي الله عنه على الزيادة في المسجد النبوي الشريف فحسب بل زاد أيضاً في المسجد الحرام واستخدم في انتزاع ملكية الدور في مكة مثل ما استخدمه في نزع الملكية في المسجد النبوي الشريف إلا أنه في زيادته للمسجد الحرام أمر بهدم دور من رفض أخذ التعويض عن بيته ووضع ثمن تلك البيوت في بيت مال المسلمين، ويمكن أن يستأنس بعمل عمر هذا بأن بيوت ملكة ليست ملكاً لسكنيها على رأي أنها فتحت عنوة وأن على أهلها أن يفتحوا من أبواب دورهم ما لم يشغلوه منها وهذا رأي قال به كثير من العلماء أما بيوت المدينة فإنها ملك لأصحابها ولهذا لم يستخدم عمر رضي الله عنه فيها ذلك كما اتضح من عمله في دار العباس من عبد المطلب.
ومن الدول التي أدخلها عمر رضي الله عنه في توسعة المسجد دار أسامة وإلى الغرب منها دار زيد بن حارثة وإلى الغرب منها دار جعفر بن ابي طالب وإلى الغرب منها دار العباس، هذا من جهة القبلة، كما أدخل دار سعد بن أبي وقاص ودار عبد الرحمن بن عوف وإلى الشمال منها دار الصديق ثم دار عبد الله بن مسعود وهذه من الجهة الغربية.
توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 29 هـ
إن عثمان بن عفان رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام ومن المهاجرين إلى الله هجرتين وخصه الله بزواج بنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم هما (رقية وأم كلثوم) ولذلك لقب بذي النورين تزوج الثانية بعد وفاة الأولى ثم