كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
90
توفيت عنده الثانية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم زوجوا عثمان فلو كانت لي ابنة ثالثة لزوجته، وما ذلك إلا لكريم خلقه وحسن مصاهرته ورسوخ تقواه فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وهو الذي بايع عنه النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ووضع يده في يده وقال هذه عن عثمان لأنه كان غائباً لمفاوضة قريش في أمر السماح للنبي صلى الله عليه وسلم بالعمرة عام الحديبية، وهو الذي اكتسب دور الجنة ببذل ماله في سبيل الله وهو الذي اشترى بئر رومة ذات الماء العذب وتصدق بها على المسلمين واشترى دار الأنصاري، وباعها على النبي صلى الله عليه وسلم بقصر في الجنة الذي عرضه على ذلك الأنصاري وهو الذي ضحى بنفسه حتى سقط شهيداً في أيام محنته في الفتنة ولم يسمح للصحابة رضي الله عنهم بسحق أهل الفتنة تأخيراً وتأجيلاً لفتح باب القتال بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم والذي إذا فتح لا يغلق أبداً كما حدث، فهل بعد فضائله ومناقبه ورضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه يبقى مطعن لطاعن؟!.
وفي السنة الرابعة من خلافته وهي التاسعة والعشرون من الهجرة النبوية كلمه المسلمون في زيادة المسجد وشكوا إليه ضيقه وألحوا عليه في ذلك فجمع أهل الرأي من الصحابة واستشارهم في ذلك في خطبة على المنبر الشريف واستشهد بفعل عمر رضي الله عنه فاستحسن المسلمون ذلك ودعوا له بالتوفيق.
فعند ذلك بدأ عثمان رضي الله عنه ببناء المسجد وتوسعته وأشرف على ذلك بنفسه، فبناه بالحجارة المنقوشة والقصة وجعل معظم أعمدته من