كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
91
الحجارة المنقوشة أيضاً وبعضها من الحدي وفيه الرصاص وسقفه بالساج وأبقى أبوابه على ما كانت عليه في عهد عمر رضي الله عنه.
وكانت زيادة عثمان رضي الله عنه من جهة القبلة عشرة أذرع تنتهي عند محرابه الذي لا يزال مصلى إمام المسجد النبوي الشريف إلى يومنا هذا وزاده من الشمال عشرين ذراعاً بعد زيادة عمر رضي الله عنه إلى حيث نهاية الجزء الأخير من البراحة المتقدمة، أما من الناحية الغربية فقد زاد فيه عشرة أذرع أي اسطوانة واحدة وأدخل في زيادته بقية الدور التي انتزع عمر رضي الله عنه ملكيتها كما تقدم، كما أدخل دار عمزة بن عبد المطلب التي كانت شرقي الصفة حيث كان باب عثمان رضي الله عن الجميع، وكما فعل سلفه فلم يزد في المسجد من الناحية الشرقية لمكان حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن كما شملت هذه الزيادة خوخة كانت لحجرة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها وعوضها عنها داراً لأخيها عبد الله بن عمر فأخذت حفصة رضي الله عنها من هذه الدار طريقها إلى المسجد وفي مكان هذه الخوخة كان يوجد عمود كان يؤدن بلال عنده وموقعه غرب موقف الزائرين اليوم، ولما رأى عثمان رضي الله عنه ما أصيب به عمر رضي الله عنه من طعن في المحراب وهو يصلي مما أدى إلى استشهاده بنى عثمان مقصورة في مكان مصلاه وجعل فيها كوة (نافذة) ينظر الناس إليه منها وبناها باللبن فقط ثم بنيت بالساج في عمارة الوليد بن عبد الملك التي أشرف عليها عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وجعل عثمان رضي الله عنه للمقصورة حارساً وفرض له دينارين ثم توارث أبناء الحارس تلك الوظيفة إلى ما شاء الله. إلا أنه يفهم من قول الإمام مالك رحمه