كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

92
الله ان الخلفاء الراشدين لم يتخذ أحد منهم مقصورة في المسجد وإنما اتخذها من جاء بعدهم خوفاً على أنفسهم ولعل كلامه يعني به أن مروان بن الحكم أرسل ساعياً إلى تهامة فتظلم منه رجل يماني اسمه دب أو ذباب وكان خبيث النفس فقال والله لأقتلن من أرسلك إلى ساعياً فجاء إلى المدينة وطعن مروان في الصلاة فلم يغن شيئاً فأمر مروان بسجنه ثم يقتله سراً وصلبه على جبل الراية الذي أصبح بعد ذلك يعرف بجبل ذباب لصلبه عليه ولما عاب المسلمون على بني أمية اتخاذهم جبل راية النبي صلى الله عليه وسلم مكاناً للصلب والتعذيب تركوا الصلب عليه، وقد أزيلت المقصورة من محراب المسجد النبوي الشريف نهائياً في عهد الخليفة المهدي العباسي، وفرغ عثمان رضي الله عنه من بناء المسجد النبوي الشريف في أول المحرم سنة 30 من الهجرة.
زيادة الوليد بن عبد الملك من 88 - 91 أو 93 هـ
الأسباب والدوافع التي حدت بالوليد بن عبد الملك إلى زيادة المسجد النبوي الشريف وبنائه هي أسباب سياسية بحتة تختلف عنها في زيادة عمر وعثمان رضي الله عنهما.
فقد ورد أن الوليد بن عبد الملك كان يرسل كل سنة إلى المدينة رجلاً يثق به ليدرس عن كثب هل يوجد شيء في المدينة يهدد دولة بني أمية؟ وفي عام من

الصفحة 92