كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
93
الأعوام جاء مبعوثه ودخل المسجد النبوي فنظر إلى بيت فيه كله فلما رفعت هذه الكلة رأى رجلاً جميل الوجه واللحية كأنه القمر ليلة البدر ورأى علماء المدينة وأشرافها يتسابقون إلى السلام عليه فقال من هذا الذي يجله الناس فقيل له هذا الحسن بن الحسين بن علي بن ابي طالب في حجرة والدته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد هذا المبعوث إلى الوليد ويحك إنه في بيته وبيت أمه وأبيه فقال له: يلزم أن تأمر بتوسعة المسجد النبوي وتدخل فيه هذا البيت حتى يتغير هذا المنظر فأنصت لذلك الوليد جيداً.
وفي بعض الروايات أن الوليد بنفسه هو الذي رأى ذلك المنظر فلما شاور أهل خاصته أشاروا عليه بتوسعة المسجد وإدخال الحجرات الشريفة فيه فقرر الوليد ذلك، إذا فالدافع سياسي بحت القصد منه إبعاد منظر فيه خطورة على بني أمية من المسجد النبوي الشريف، وبعد أن عين الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز والياً من طرفه على المدينة أوكل إليه الإشراف على بناء المسجد والزيادة فيه لعلمه بأن أهل المدينة يحبون عمر بن عبد العزيز لعلمه وتقواه.
أما قول بعضهم بأن عبد الملك بن مروان هو أول من أدخل حجرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في المسجد فلعل المراد أنه كان يفتحها للناس