كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم
94
عند صلاة الجمعة إذا ضاق المسجد بالمصلين لأن أبوابها كانت شارعة في المسجد مما يمكن المصلين من الصلاة فيها مع إمام المسجد النبوي، وجاء أمر الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز ببناء المسجد وتوسعته في عام ثمانية وثمانين وانتهى منه في عام 91 أو 93 هـ.
وكتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز في المدينة أن يساوم أهل الدور التي تشملها التوسعة وفي مقدمتها دور أمهات المؤمنين وحجرة فاطمة رضي الله عنهن والتي آلت إلى ورثتهن الفقراء فلما عرض عمر بن عبد العزيز على الحسن المثنى وزودته فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه أبياً أن يبيعا دارهما ورفضا أخذ العوض عنها كما رفضا الخروج منها فأمر الوليد بهدمها عليهما فلما هدم معظمهاجاء الناس إليهما وأخرجوهما منها وقالوا لهما مذا تنتظرون من سفهاء بني أمية فمن الهين عليهم أن يهدموها عليكما ولو هلكتما.
وهذا ما وقع أيضاً لعبد الله بن عمر رضي الله عنه ولآل عمر في دار حفصة رضي الله عنها.
ومن خلال هذيه الأمرين ندرك الفرق الشاسع بين أسباب وأسلوب توسعة عمر وعثمان رضي الله عنهما وبين سبب وأسلوب توسعة الوليد بن عبد الملك التي سادها طابع القسر وطابع السياسة في نزع الملكية.