كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

96
وجعل للمسجد النبوي اربع منارات وهذا أول وجود لمنارات المسجد النبوي إذ تقدم أن بلالاً كان يؤذن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على سطح أقرب بيت كما كان يؤذن أيضاً عند اسطوانة قريبة من بيت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
ولما حج سليمان بن عبد الملك بعد ذلك ونزل في دار جده مروان وكانت منارة باب السلام تطل عليه فلما صعد إليها المؤذن ورأى سليمان ذلك أمر بهدم هذه المنارة وبعد ذلك ظل المسجد النبوي على ثلاث منارات حتى سنة سبعمائة وست حين أمر السلطان محمد بن قلاوون ببناء المنارة الرابعة في مكانها بباب السلام.
وجعل الوليد للمسجد مالنبوي عشرين باباً فلا داعي لتحديد أماكنها الآن لأنها زالت فيما تجدد من عمران للمسجد النبوي الشريف بعد ذلك.
فجمع بناء الوليد بين المتانة والأناقة والفن الإسلامي البديع، وكان الوليد أول من بنى محراباً في مصلى المسجد النبوي وكان عمر بن عبد العزيز شديد اليقظة والمراقبة للعمال والمهندسين من النصارى مما جعله يكتشف ما رسموه من صور رأس خنزير على عدة طاقات من المسجد النبوي أثناء البناء، فأمر بضرب عنق من فعل ذلك فوراً، وعمل هؤلاء يجعلنا دائماً لا نأمن حقد ومكر النصارى واليهود مهما كانت علاقتهم مع المسلمين حسنة.
ملحوظة: دخول هؤلاء النصارى العمال والمهندسين للمسجد النبوي للبناء مع وجود بعض الصحابة ومع وجود أكابر التابعين وفقهائهم

الصفحة 96