كتاب الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

صدق الدعوة، وصحة العقيدة، والاستفادة من الآيات البينات، والبراهين الواضحة (¬1).
وصدق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «تهادوا تحابوا» (¬2).
وللتأليف بالمال أمثلته كثيرة من هديه صلى الله عليه وسلم (¬3).
والتأليف بالجاه من السياسة الحكيمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للأنصار حينما آثر عليهم غيرهم في العطاء: «أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فواللَّه لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به»، فقالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا (¬4).
وفي رواية: «لو سلك الناس واديًا أو شعبًا، وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار» (¬5) فإذا سلك الداعية هذه السياسة وفق للصواب والحكمة- بإذن الله تعالى-.
4 - التأليف بالعفو في موضع الانتقام، والإحسان في مكان الإِساءة، وباللين في موضع المؤاخذة، وبالصبر على الأذى، فكان يقابل الأذى بالصبر الجميل، ويقابل الحمق بالحلم والرفق، ويقابل العجلة والطيش بالأناة والتثبت.
¬_________
(¬1) انظر: هداية المرشدين، ص35.
(¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى6/ 169، والبخاري في الأدب المُفْرَد، ص208، برقم594، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير: إسناده حسن3/ 70، وانظر: ارواء الغليل برقم 1601.
(¬3) انظر: صحيح مسلم 4/ 1803 - 1806، وانظر: مواقف الكرم للنبي صلى الله عليه وسلم في فصل (المواقف) من هذه الرسالة، وانظر أيضًا: البخاري مع الفتح3/ 135، 6/ 250، 11/ 258.
(¬4) البخاري مع الفتح، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم6/ 251، ومسلم، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم وتصبر من قوي إيمانه 2/ 734، 735.
(¬5) مسلم، في كتاب الزكاة، الباب السابق2/ 735.

الصفحة 110