كتاب إعراب ثلاثين سورة
فهو عائذ. فعاذ فعل ماض. ويعوذ فعل مضارع يصلح لزمانين الحال والاستقبال، والماضي لا يصلح إلا لزمان منقض قرب أبو بعد. فإذا دخلت على الفعل المضارع السين أو سوف أزالتاه إلى الاستقبال لا غير. وعوذًا مصدر، وإن شئت قلت عاذ معاذًا وعوذة وعياذًا، كل ذلك صواب. وعائذ اسم الفاعل، واسم المفعول معوذ به، والأمر عذ للمذكر، وعوذي للمؤنث، وعوذا للاثنين، وعوذوا للرجال، وعذن يا نسوة. ومعنى أعوذ [بالله] أعتصم وأمتنع بالله من الشيطان الرجيم.
وينشد:
أنفى لك اللهم عانٍ راغمُ ... مهما تجشمني فإني جاشم
عذت بما عاذ به إبراهم.
يريد به إبراهيم [النبي عليه السلام]. ومن العرب من يقول إبراهام وكذلك قرأ ابن عامر. وذلك أن إبراهيم اسم أعجمي، فإذا عربته العرب فإنها تخالف بين ألفاظه، ومنهم من يقول إبرهم بغير ألف، قال الشاعر:
نحن آل الله في كعبته ... لم يزل ذاك على عهد ابرهم
وحدثنا محمد عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: العرب تقول نعوذ بالله من طئه الذليل أي أعوذ بالله من أن يطأني ذليل. ويقال معاذ الله من ذلك، ومعاذة الله من ذلك، وعياذًا بالله من ذلك، وعوذًا بالله من ذلك، وعائذًا بالله
الصفحة 4
251