كتاب إعراب ثلاثين سورة
من ذلك، معناه أعوذ بالله من ذلك. [وروى عن الحسن البصري أنه قرأ "وقل رب عائذًا بك من همزات الشياطين وعائذًا بك رب أن يحضرون".]
فأما قول العرب: أطيب اللحم ما أكل عن عوذه، يريدون ما أكل عن العظم، والعوذة ما عاذ من الريح بشجرة أو غيرها. فأما الذي حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء أن العرب تضرب مثلا وأول من قاله سليك بن السلكه: "اللهم إني أعوذ بك من الخيبة، فأما الهيبة فلا هيبة" فالخيبة الفقر. ومعنى لا هيبة أي لا أهاب أحدا.
•"بالله" جر بباء الصفة وهي زائدة؛ لأنك تقول الله فتسقط الباء. وحروف الزوائد في صدور الأسماء ثلاثة اللام والكاف والباء. فالكاف للتشبيه، واللام للملك، والباء للاتصال وللصوق. وموضع الباء نصب لأنها قد حلت محل مفعول. وعلامة جره كسرة الهاء. والأصل أعوذ بالإله، فحذفوا الهمزة اختصارا وأدغموا اللام في اللام، فالتشديد من أجل ذلك؛ كما قال تعالى: (لكنا هو الله ربي). الأصل لكن أنا، فحذفوا الهمزة اختصارا، وأدغموا النون في النون. قال الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي
الصفحة 5
251