كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)

رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود (¬1) فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} (¬2) ، وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} (¬3) ، وقوله سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} (¬4) ، [3 ظ] وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة ... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام (¬5) .
قلت: رسلا أي رفقا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق، فقوله على مواقع النجوم في موضع نصب على الحال، ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا رافقا.
ودل أيضا على أن إنزال القرآن كان في شهر رمضان، رواية قتادة (¬6) عن
¬__________
(¬1) هو عطية بن الأسود اليمامي من بني حنيفة، من علماء الخوارج وأمرائهم، وتوفي سنة نحو 75هـ "الملل والنحل 1/ 155-169، وانظر: الأعلام 5/ 23".
(¬2) البقرة: 185.
(¬3) القدر: 1.
(¬4) الدخان: 3.
(¬5) كتاب الأسماء والصفات236.
(¬6) هو قتادة بن دعامة بن عزيز السدوسي، أبو الخطاب البصري، الضرير الأكمه حافظ، مفسر، عالم بالعربية، توفي سنة 118هـ "صفة الصفوة 3/ 182، معجم الأدباء 6/ 202، تذكرة الحفاظ 1/ 115، غاية النهاية 2/ 25، تهذيب التهذيب 8/ 351".

الصفحة 11