كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)
عنهم تبارك وتعالى هذه [48 و] المحنة، وأباح لهم القراءة على لغاتهم، وحمل حروفه، على عاداتهم، وكان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرئهم بما يفقهون، ويخاطبهم بالذي يستعملون بما طوقه الله من ذلك، وشرح به صدره، وفتق به لسانه، وفضله على جميع خلقه".
ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما" (¬1) ، قال: "وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية آخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب" (¬2) .
وذكر حديث حسين بن علي عن زائدة (¬3) عن عاصم (¬4) عن زر (¬5) عن أبي رضي الله عنه قال: لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عليه السلام
¬__________
(¬1) المصنف 2/ 161، وانظر ص85.
(¬2) انظر ص88.
(¬3) هو زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي، توفي سنة 161هـ "تذكرة الحفاظ 1/ 200، تهذيب التهذيب 3/ 306".
(¬4) هو عاصم بن أبي النجود بهدلة الأسدي بالولاء، أبو بكر الكوفي، أحد القراء السبعة، كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وله اشتغال بالحديث، توفي سنة 127هـ "مراتب النحويين ص24، وفيات الأعيان 1/ 304، غاية النهاية 1/ 346، تهذيب التهذيب 5/ 38، ميزان الاعتدال 2/ 5".
(¬5) هو زر بن حبيش الأسدي، أبو مريم الكوفي، تابعي مشهور، كان من أعرب الناس، وكان ابن مسعود يسأله عن العربية، توفي سنة 83هـ على خلاف "تذكرة الحفاظ 1/ 54، الإصابة 1/ 577، تهذيب التهذيب 3/ 321".