كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)
لولا أخشى أن يجتمع الناس علينا، لقرأت ذلك اللحن (¬1) .
قال: وحدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قلت لعطاء (¬2) ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.
ثم ذكر أبو عبيد أحاديث كثيرة في تحسين الصوت بالقرآن، ثم قال: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية.
وقد روي في ذلك أحاديث مفسرة مرفوعة وغير مرفوعة، منها عن طاوس (¬3) قال:
سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن -أو أحسن قراءة- فقال: "الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى" (¬4) .
وعنه: "أحسن الصوت بالقرآن أخشاهم لله تعالى".
¬__________
(¬1) ورواه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 359ظ، وانظر: البخاري 6/ 112، ومسلم 2/ 193، وأبا داود 2/ 99 أيضا.
(¬2) هو عطاء بن أبي رباح أسلم القرشي بالولاء، أبو محمد المكي، من كبار التابعين، توفي سنة 114هـ "صفة الصفوة 2/ 119، تذكرة الحفاظ 1/ 92، ميزان الاعتدال 2/ 197، غاية النهاية 1/ 513، تهذيب التهذيب 7/ 199".
(¬3) هو طاوس بن كيسان الخولاني الهمداني، أبو عبد الرحمن اليماني، أحد الأعلام التابعين، توفي سنة 106هـ "وفيات الأعيان 1/ 291، تهذيب التهذيب 5/ 8".
(¬4) ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه 1/ 119و، والبيهقي في شعب الإيمان 1/ 358و، وأبو عبد الله الحليمي في المنهاج 2/ 102و، والدارمي في سننه 2/ 471.