كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)

وعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم" (¬1) .
وعن عابس الغفاري (¬2) أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخوف على أمته خصالا: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن من أمير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا بأفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء.
وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.
وقال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: "زينوا القرآن بأصواتكم" (¬3) .
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 429و، وذكره السيوطي في الجامع الصغير 1/ 43 نقلا عن الطبراني، وأبو الحسن السخاوي في جمال القراء ص26، نقلا عن أبي عبيد.
(¬2) هو عابس بن عابس الغفاري، صحابي، انظر ترجمته في: الإصابة 2/ 244.
(¬3) حديث "زينوا القرآن بأصواتكم": رواه أبو داود 2/ 99، والنسائي 2/ 179، وابن ماجة 1/ 426، والبيهقي في شعب الإيمان 1/ 357ظ، والدارمي في سننه 2/ 474، قال أبو سليمان الخطابي في معالم السنن 1/ 290: "معناه: زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وزعموا أنه من باب المقلوب كما قالوا: عرضت الناقة على الحوض، أي عرضت الحوض على الناقة ... ورواه معمر عن منصور عن طلحة فقدم الأصوات على القرآن وهو الصحيح ... ".
وفي سنن الدارمي 2/ 474 عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا". ورواه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 357ظ أيضا.

الصفحة 200