كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)
قال أبو عبيد: وإنما ذكره أيوب فيما يرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الألحان المبتدعة (¬1) ، يعني معنى الحديث غير ذلك، وهو لما سبق.
وعن الحارث (¬2) عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه (¬3) .
وعن يحيى بن أبي كثير (¬4) قال: قيل للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، فقال: "ارموهم بالبعر".
قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان (¬5) بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له [80 و] حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته، فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم، فأكرمتهما
¬__________
(¬1) نقل قول أبي عبيد هذا أبو الحسن السخاوي في جمال القراء ص27و.
(¬2) هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارقي، أبو زهير الكوفي، اتهم بالكذب، والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه، توفي سنة 65هـ "ميزان الاعتدال 1/ 202، تهذيب التهذيب 2/ 145".
(¬3) رواه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 430و، وانظر: كتاب الانتصار 1/ 35ظ أيضا.
(¬4) هو يحيى بن أبي كثير صالح "وقيل: يسار، وقيل: نشيط وقيل: دينار" بن المتوكل الطائي بالولاء، أبو نصر اليمامي، تابعي، من أصحاب الحديث، توفي سنة 129هـ "الطبقات الكبرى 5/ 555، تهذيب التهذيب 11/ 268".
(¬5) هو معمر بن سليمان النخعي، أبو عبد الله الرقي، توفي سنة 191هـ "تهذيب التهذيب 10/ 249".