كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)
"هم المتعمقون الغالون"، قال: "ويكون الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى" (¬1) . قال: "وفي حديث حذيفة: من أقرأ الناس منافق لا يدع منه واوًا ولا ألفا يلفته بلسانه، كما تلفت البقرة الخلاء بلسانها، أي تلويه، يقال: لفته وفتله، أي لواه" (¬2) والخلاء الرطب من الكلأ.
وخرج أبو بكر محمد بن الحسين الآجري (¬3) جزءا في حلية القارئ، جمع فيه أخبارًا وآثارا حسنة، من ذلك:
وعن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكو" (¬4) :
وعن بريدة (¬5) رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اقرءوا القرآن بحزن فإنه نزل بحزن".
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، حسبته
¬__________
(¬1) كتاب الغريبين ص188ظ.
(¬2) نفس المصدر ص171ظ.
(¬3) هو محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري، أبو بكر البغدادي، مصنف "كتاب الشريعة في السنة" و"الأربعين" وغير ذلك، توفي سنة 360هـ "وفيات الأعيان 1/ 617، تذكرة الحفاظ 3/ 139".
(¬4) ورواه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 345ظ، 358ظ، وابن ماجة في سننه 1/ 424، "فتباكوا": أي تكلفوا البكاء.
(¬5) هو بريدة بن الحصيب، أبو عبد الله الأسلمي، أبو عبد الله الأسلمي، صحابي، توفي سنة 63هـ "تهذيب التهذيب 1/ 432".