كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد (¬1) . هذا لفظ البخاري، ولمسلم: إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (¬2) .
قلت: يعني عام وفاته أو حين وفاته، يريد أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم.
¬__________
(¬1) البخاري 6/ 97.
(¬2) مسلم 8/ 238.
فصل:
أول ما نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآن أول سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (¬1) ، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، على ما شرحناه في "كتاب المبعث" (¬2) ، ثم نزل {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر} (¬3) ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا، وآخر ما نزل من الآيات {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (¬4) الآية، وقيل: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} (¬5) إلى آخرها، وقيل: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ} إلى آخر الآيتين (¬6) ، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {وَاتَّقُوا
¬__________
(¬1) أي: سورة العلق، وتسمى أيضا سورة اقرأ.
(¬2) انظر: الحاشية رقم 2 ص20.
(¬3) المدثر: 1.
(¬4) البقرة: 1.
(¬5) النساء: 176.
(¬6) التوبة: 128، 129.

الصفحة 31