كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز (اسم الجزء: 1)

وفي كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود (¬1) عن هشام بن عروة (¬2) [18 و] عن أبيه (¬3) قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق (¬4) أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه (¬5) .
قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذ الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر (¬6) .
وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن أبي العالية (¬7) : أنهم جمعوا القرآن
¬__________
(¬1) هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني، أبو بكر بن أبي داود، من كبار حفاظ الحديث، صنف التصانيف، توفي سنة 316هـ "تاريخ بغداد 9/ 464، غاية النهاية 1/ 424، لسان الميزان 3/ 293".
(¬2) هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو المنذر، تابعي، من كبار العلماء وأئمة الحديث، توفي سنة 146هـ "تاريخ بغداد 14/ 34، وفيات الأعيان 2/ 257، تذكرة الحفاظ 1/ 136، ميزان الاعتدال 3/ 255، تهذيب التهذيب 11/ 48".
(¬3) هو عروة بن الزبير، تأتي ترجمته في الحاشية رقم 3 ص77.
(¬4) فرق: أي خاف أن يضيع منه شيء كما في الروايات الأخرى إذا مات جميع حفاظه قبل أن يكتب.
(¬5) كتاب المصاحف ص6.
(¬6) جمال القراء ص23ظ.
(¬7) هو رفيع بن مهران الرياحي بالولاء، أبو العالية البصري، من كبار التابعين، فقيه، مقرئ أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين، توفي سنة 93هـ "الطبقات الكبرى 7/ 112، تذكرة الحفاظ 1/ 58، غاية النهاية 1/ 284، تهذيب التهذيب 3/ 284".

الصفحة 55