كتاب الشيعة والقرآن

بطاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله كما لا يتصور منازعة الله ومنازعة رسوله فإن جاز منازعتهما جاز منازعتهم فالمخاطبون بالرد والرجوع المؤمنون المخاطبون بالطاعة وهذا من أجل الضروريات لا ينكره إلا مكابر أو مباهت وهو أيضاً بنفسه قرينة على لزوم وجود أولي الأمر في الموضع الثاني وقال المجلسي ره وظاهر كثير من الأخبار أن قوله وأولي الأمر منكم كان مثبتاً ههنا فأسقط وزعم الفاضل الطبرسي ره أنه يفهم أمرهم بالرجوع إلى ولاة الأمر عند التنازع على تقدير عدم وجوده أيضاً كما في هذا المصحف الذي جمعوه على عهد عثمان بقرينة الأمر بطاعتهم أولاً وإنما لم يذكرهم هنا للتنبيه على أن الرجوع إليهم رجوع إلى الله وإلى الرسول وفيه أن الذي يفهم من صدر الآية عدم جواز منازعتهم في شيء من أمور الدين والدنيا لمنافاتها لمطاعينهم وأما أنهم المرجع أيضاً في صورة التنازع فعدم ذكره معهما قرينة على عدمه نعم لو اقتصر في الموضع الثاني على الأمر بالرد إلى الله كان لما ذكره وجه للعلم بكون الرجوع إلى الرسول رجوع إليه تعالى فيكون قرينته على أنهم أيضاً كذلك ومن هنا قال الرازي في تفسيره في وجوه الرد على ما زعمه الإمامية من كون المراد بأولى الأمر هم الأئمة عليهم السلام وأيضاً أنه تعالى قال فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وعلى هذا ينبغي أن يقال فردوه إلى الأم انتهى والتعرض للجواب عن أوهامه خروج عن وضع الكتاب.
(كو) 231ـ ثقة الإسلام في (روضة الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أبي الحسن الأول (ع) في قول الله عز وجل أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً قال العلامة المجلسي في (مرآة العقول) ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في

الصفحة 205