كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (اسم الجزء: 2)

ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ... " (¬1) .
وهذه الاستخارة جاءت أيضًا في كتب الشيعة بنفس النص السابق (¬2) . الوارد في أمهات كتب المسلمين (مصادر أهل السنة) ، ولكن عقيدة التقية التي كانت من أهم العوامل التي نأت بالشيعة عن الانضواء تحت لواء الجماعة.. جعلت بعض شيوخ الشيعة يرجح العمل برقاع الجاهلية على غيرها لا لشيء إلا لأنها مما شذت به طائفته عن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وما عليه أهل السنة، ذلك أن ما يتفق من رواياتهم مع إجماع المسلمين يصبح العمل به عند الشيعة موضع تردد لاحتمالات التقية المزعومة.
قال الحر العاملي: "قد رجح ابن طاووس العمل باستخارة الرقاع بوجوه كثيرة منها.. أنها لا تحتمل التقية لأنه لم ينقله أحد من العامة" (¬3) . ويعني بالعامة أهل السنة، وهذا اعتراف منهم أن استخارة الرقاع مما شذت به طائفتهم.
ويبدو أن بعض شيوخهم رابهم أمر هذه الرقاع وشعروا بشذوذه فقال بعضهم (¬4) .: "وأما الرقاع وما يتضمن افعل ولا تفعل ففي حيز الشذوذ" (¬5) . كما طعن بعضهم في إسنادها (¬6) .
ولكن هذا الصوت الذي ينكر هذا الاتجاه في الاستخارة لم يرق لبعض
¬__________
(¬1) الحديث ... أخرجه البخاري: 2/51 في التهجد، باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى، و8/168، باب قول الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} ، وأبو داود 2/187، 188 (1538) ، والترمذي: 2/ 349 (480) ، والنسائي 6/80-81، وابن ماجه: 1/440 (1383) ، وأحمد: 3/344
(¬2) انظر: بحار الأنوار: 91/265، مكارم الأخلاق ص372
(¬3) وسائل الشيعة: 5/211
(¬4) وهو شيخهم جعفر بن الحسن الحلي (ت676هـ‍) الملقب عندهم بالمحقق
(¬5) انظر: بحار الأنوار: 91/287
(¬6) قال شيخهم ابن إدريس: "إنه من شواذ الأخبار، لأن رواتها فطحية ملعونون مثل: زرعة وسماعة" (بحار الأنوار: 91/287)

الصفحة 501