كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (اسم الجزء: 2)

المبحث الأول: قولهم: إن الرب هو الإمام
جاء في أخبارهم أن عليًا - كما يفترون عليه - قال: أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به (¬1) .
فانظر إلى هذا التطاول والغلو.. فهل رب الأرض إلا الواحد القهار، وهل يمسك السماوات والأرض إلا خالقهما سبحانه ومبدعهما.
{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ..} (¬2) .
وقال إمامهم: "أنا رب الأرض" يعني إمام الأرض، وزعم أنه هو المقصود بقوله سبحانه: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} (¬3) . (¬4) .
وفي قوله سبحانه: {أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا} (¬5) . قالوا: يرد إلى أمير المؤمنين فيعذبه عذابًا نكرًا (¬6) .
وفي قوله سبحانه: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (¬7) . جاء في تفسير العياشي: يعني التسليم لعلي رضي الله عنه ولا يشرك معه في الخلافة من ليس له
¬__________
(¬1) مرآة الأنوار ص59، وقد نقل ذلك عن بصائر الدرجات للصفار
(¬2) فاطر، آية:41
(¬3) الزمر، آية:69
(¬4) مرّ تخريج هذا النص ص:0172)
(¬5) الكهف، آية:87
(¬6) مرآة الأنوار ص59، وقد عزاه إلى كنز الفوائد
(¬7) الكهف: آية:110

الصفحة 510