كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (اسم الجزء: 2)

الصفات كثيرة، منها قولهم: "وكمال التوحيد نفي الصفات عنه" (¬1) ، وقولهم: "وحمد الله نفي الصفات عنه" (¬2) ، "ولا نفي (للتشبيه) مع إثبات الصفات" (¬3) .
وصرح علامتهم ابن المطهر بأن مذهبهم في الأسماء والصفات كمذهب المعتزلة (¬4) ، ومنهم من قال: "وكمذهب الفلاسفة" (¬5) .
كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية التي ضمنوها نفي الصفات الثابتة له سبحانه، فقد روى ابن بابويه أكثر من سبعين رواية تقول إنه تعالى: "لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا كيفية، ولا حركة، ولا انتقال، ولا بشيء من صفات الأجسام، وليس حسًا ولا جسمانيًا ولا صورة.." (¬6) .
وشيوخهم ساروا على هذا النهج الضال من تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة ووصفه سبحانه بالسلوب. قال شيخهم محمد الحسيني الشهير بالقزويني (ت1300هـ‍) والذي يلقبونه بالإمام الثالث عشر لأنه قابل منتظرهم - المزعوم - ثلاث مرات. قال في وصف الله سبحانه: ".. لا جزء له، وما لا جزء له لا تركيب فيه، وما ليس بمركب ليس بجوهر ولا عرض، وما ليس بجوهر ليس بعقل ولا نفس ولا مادة ولا صورة ولا جسم، وما ليس بجسم ليس في مكان ولا في زمان ولا في جهة، ولا في وقت، وما ليس في جهة لا كم له ولا كيف ولا رتبة، وما لا كم له ولا كيف له ولا جهة لا وضع له، وما ليس له وضع ولا في وقت ولا في مكان لا إضافة له ولا نسبة، وما لا نسبة له لا فعل فيه ولا انفعال، وما ليس بجسم ولا لون ولا في مكان ولا جهة لا يرى ولا يدرك.." (¬7) .
¬__________
(¬1) التوحيد لابن بابويه: ص57
(¬2) التوحيد لابن بابويه: ص34-35
(¬3) التوحيد لابن بابويه: ص40
(¬4) ابن المطهر/ نهج المسترشدين ص32
(¬5) الطبطبائي/ مجالس الموحدين في أصول الدين ص21
(¬6) انظر: التوحيد/ لابن بابويه ص31 وما بعدها
(¬7) قلائد الخرائد في أصول العقائد ص50، وانظر في مثل هذه الطريقة: ابن المطهر/ نهج المسترشدين ص45-47، الطبطبائي/ مجالس الموحدين في أصول الدين ص21

الصفحة 537