كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (اسم الجزء: 2)

الإماميّة ولا يأبى ذلك إلا جاهل بالأخبار" (¬1) .
وقد ألّف بعض شيوخهم في هذا المذهب مؤلّفات (¬2) .
وهذه المقالة هي التي يجاهر بها الخميني ومن يشايعه في هذا العصر كما قرّر ذلك في كتابه الحكومة الإسلاميّة - كما سيأتي - (¬3) .
وتعزو رواياتهم هذه الأفضلية إلى أمور يرونها في الأئمة مغرقة في الغلو والضلال تقشعر من سماعها أبدان المؤمنين (وقد مر بعضها في فصلي اعتقادهم في توحيد الألوهية والربوبية) .
وليس الأئمة أفضل من الأنبياء فحسب؛ بل ما استحق الأنبياء ما هم فيه من فضل - بزعمهم - إلا بسبب الولاية. قال إمامهم "ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي عليه السّلام، وما كلّهم الله موسى تكليمًا إلا بولاية علي عليه السّلام، ولا أقام الله عيسى بن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعليّ عليه السّلام"، ثم قال: أجمل الأمر ما استأهل خلق من الله النّظر إليه إلا بالعبوديّة لنا (¬4) .
ولو ذهبت أنقل من أحاديث "بحارهم" وغيره من هذا "اللون" لاستغرق ذلك صفحات طويلة (¬5) .
¬__________
(¬1) بحار الأنوار: 26/297-298
(¬2) مثل كتاب تفضيل الأئمّة على الأنبياء، وكتاب تفضيل علي عليه السّلام على أولي العزم من الرّسل (كلاهما لشيخهم هاشم البحراني، المتوفّى سنة 1107) ، وتفضيل الأئمّة على غير جدّهم من الأنبياء لشيخهم محمّد كاظم الهزار، وتفضيل أمير المؤمنين علي على من عدا خاتم النّبيّين/ لمحمّد باقر المجلسي (المتوفّى سنة 1111هـ‍) ومن الظّريف أنّ أحد شيوخهم ألّف كتابًا بعنوان: «تفضيل القائم المهدي على سائر الأئمّة» من تأليف فارسي يدعى فتحعلياشه (ت 1250هـ‍) ، وانظر: الذّريعة 4/ 358-360
(¬3) في فصل دولة الآيات من الباب الرّابع
(¬4) الاختصاص: ص250: بحار الأنوار: 26/294
(¬5) انظر: الكثير منها في الجزء السادس والعشرين من البحار، ولا سيما "باب تفضيل الأئمة على =

الصفحة 616