كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد - (اسم الجزء: 2)
إلى أبي الحسن موسى عليه السلام فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الأسباب" (¬1) .
واتهمت نصوص الشيعة هشامًا بأنه هو الذي شارك في قتل موسى الكاظم (¬2) . فقالت: "هشام بن الحكم.. ضال مضل شرك في دم أبي الحسن" (¬3) .
وقد طلب منه أبو الحسن - كما تقول روايتهم - أن يكف عن الكلام، ولكنه أمسك عن الكلام شهرًا ثم عاد، فقال له أبو الحسن: "أيسرك أن تشرك في دم امرئ مسلم؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فإن سكت وإلا فهو الذبح؟ فما سكت حتى كان من أمره ما كان (صلى الله عليه) " (¬4) .
ولذلك قال أبو الحسن الرضا - كما تروي كتب الشيعة -: " ... هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أترى الله يغفر له ما ركب منا" (¬5) .
وكشفت كتب الشيعة بأن هشامًا قد تربى في أحضان بعض الزنادقة، ففي رجال الكشي ".. وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو شاكر زنديق" (¬6) ، ومع ذلك فإن أحد آيات الشيعة في هذا العصر يقول عن هشام صاحب كل هذه البلايا التي تنقلها أوثق كتب الشيعة في الرجال يقول عنه: "لم يعثر أحد من سلفنا على شيء مما نسبه الخصم إليه.." (¬7) . وما أدري هل يخفى عليه الأمر؟ أو ينكر
¬__________
(¬1) رجال الكشي: ص262
(¬2) لأن الشيعة تزعم أنه قتل مسمومًا في سجن الرشيد
(¬3) رجال الكشي: ص268
(¬4) رجال الكشي: ص270-271، 279
(¬5) رجال الكشي: ص278
(¬6) رجال الكشي: ص278. وهو: أبو شاكر الديصاني صاحب الديصانية، مر التعريف بها ص:205، وهو الذي ساهم في إضلال هشام بن الحكم (انظر: الرافعي/ تحت راية القرآن: ص176)
(¬7) عبد الحسين الموسوي/ المراجعات: ص313