كتاب ثلاث تراجم نفيسة للأئمة الأعلام

بَين الْمَنْكِبَيْنِ جَهورِي الصَّوْت فصيحا سريع الْقِرَاءَة تعتريه حِدة ثمَّ يقهرها بحلم وصفح وَإِلَيْهِ كَانَ الْمُنْتَهى فِي فرط الشجَاعَة والسماحة وَقُوَّة الذكاء وَلم أر مثله فِي ابتهاله واستغاثته بِاللَّه تَعَالَى وَكَثْرَة توجهه
وَقد تعبت بَين الْفَرِيقَيْنِ فَأَنا عِنْد محبه مقصر وَعند عدوه مُسْرِف مكثر كلا وَالله
توفّي ابْن تَيْمِية إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى معتقلا بقلعة دمشق بقاعة بهَا بعد مرض جد أَيَّامًا فِي لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق عقب الظّهْر وامتلأ الْجَامِع بالمصلين كَهَيئَةِ يَوْم الْجُمُعَة حَتَّى طلع النَّاس لتشييعه من أَرْبَعَة أَبْوَاب الْبَلَد وَأَقل مَا قيل فِي عدد من شهده خَمْسُونَ ألفا وَقيل أَكثر من ذَلِك وَحمل على الرؤوس إِلَى مَقَابِر الصُّوفِيَّة وَدفن إِلَى جَانب أَخِيه الإِمَام شرف الدّين رحمهمَا الله تَعَالَى وإيانا وَالْمُسْلِمين

الصفحة 27