كتاب مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة
المبحث الأول: مفهوم الرفق واللين
الرفق لغة: اللطف ولين الجانب (¬1)، وهو ضد العنف (¬2)، واللين: ضد الخشونة (¬3)، قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (¬4).
ومعنى {لِنتَ لَهُمْ}: سهَّلت لهم أخلاقك، وكثرة احتمالك، ولم تسرع إليهم بالغضب فيما كان منهم (¬5).
فظهر من هذه التعريفات اللغوية أن الرفق واللين يتضمن: لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل والأيسر وحسن الخلق، وكثرة الاحتمال، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف (¬6).
ويُطلق الرفق واللين على المداراة إذا كان في ذلك دفع برفق، يُقال: ((دَارَأهُ)) أي لاينه واتقاه (¬7)، ودفعه (¬8)، ولاطفه ولاينه اتقاءً لشرِّه (¬9)، وفي الحديث: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فجاءت بهمة تمرّ بين يديه فمازال
¬_________
(¬1) القاموس المحيط، ص145، والمعجم الوسيط، 1/ 362، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، 2/ 246.
(¬2) مختار الصحاح، ص105.
(¬3) المرجع السابق، ص255.
(¬4) سورة آل عمران، الآية: 159.
(¬5) انظر: تفسير البغوي، 1/ 449.
(¬6) انظر: فتح الباري، 10/ 449.
(¬7) مختار الصحاح، ص85، مادة ((دَرَأَ)).
(¬8) القاموس المحيط، ص50.
(¬9) المعجم الوسيط، 1/ 276.
الصفحة 159
384