كتاب مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

نفسه على القبائل، وبينما الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه، مر بعقبة مِنَى فوجد بها ستة نفر من شباب يثرب، فعرض عليهم الإسلام، فأجابوا دعوته، ورجعوا إلى قومهم وقد حملوا معهم رسالة الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
ثم استدار العام وأقبل الناس إلى الحج في السنة الثانية عشرة من النبوة، وكان من بين حجاج يثرب اثنا عشر رجلاً، فيهم خمسة من الستة الذين كانوا قد اتصلوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العام السابق، والتقوا حسب الموعد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة بمنى، وبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعة النساء (¬2).
عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: ((تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍِ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروفٍ، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن
أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه)) فبايعناه على ذلك (¬3).
¬_________
(¬1) انظر: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر، 2/ 137، وهذا الحبيب يا محبّ، 2/ 145، والرحيق المختوم، ص132، وزاد المعاد، 3/ 45، وسيرة ابن هشام، 2/ 38، والبداية والنهاية، 3/ 149.
(¬2) انظر: زاد المعاد، 3/ 46، والرحيق المختوم، ص139، والتاريخ الإسلامي، 2/ 139، وهذا الحبيب يا محبّ، ص145، وسيرة ابن هشام، 2/ 38.
(¬3) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة، 7/ 219، برقم 3892، وكتاب الإيمان، باب حدثنا أبو اليمان، 1/ 64، برقم 18.

الصفحة 226