كتاب مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

شَكوتُ إلى وكيعٍ (¬1) سوء حفظي
وأخبرني بأن علم الله نور ... ونور الله لا يُهدى لعاصي (¬2)

وقال الإمام مالك للإمام الشافعي رحمهما الله تعالى: ((إني أرى الله قد جعل في قلبك نوراً، فلا تطفئه بظلمة المعصية)) (¬3).

4 - عدم الكبر والحياء عن طلب العلم، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: ((نِعْمَ النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)) (¬4).
وقالت أم سُليم رضي الله عنها: يا رسول الله، إن الله لا يسْتَحْيي من الحق، فهل على المرأة من غُسلٍ إذا احتلمت؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا رأت الماء)) (¬5).
وقال مجاهد: ((لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر)) (¬6).

5 - الإخلاص في طلب العلم والعمل به، بل أعظمها ولُبُّها، قال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من تعلّم علماً ممّا يُبتغى به وجه الله - عز وجل -، لا يتعلّمه إلا ليصيب
¬_________
(¬1) وكيع بن الجراح بن مليح، الإمام، الحافظ، محدث العراق، ولد سنة 129هـ، ومات سنة ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
196هـ. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، 9/ 140، وتهذيب التهذيب، 11/ 109.
(¬2) ديوان الشافعي، ص88،وانظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم، ص104.
(¬3) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، لابن القيم، ص 104.
(¬4) البخاري، كتاب العلم، باب الحياء في العلم، قبل الحديث رقم 130.
(¬5) متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب العلم، باب الحياء في العلم، برقم 130، وصحيح مسلم، كتاب الحيض، باب استحباب استعمال المغتسلة من الحيض فرصة من مسك في موضع الدم، برقم 332.
(¬6) البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب الحياء في العلم، قبل الحديث رقم 130.

الصفحة 23