كتاب مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

المبحث الأول: مفهوم الخُلُق الحسن
الخُلْقُ لغةً: السجيّة، والطبع، والمروءة، والدين (¬1).
وحقيقته أنه صورة الإنسان الباطنة، وهي: نفسه، وأوصافها، ومعانيها المختصة بها، بمنزلة: الخَلْق لصورته الظاهرة، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة (¬2).
فالخلق: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجةٍ إلى فكر ورويّة، وجمعه: أخلاق. والأخلاق: علم موضوعه أحكام قيمة تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح (¬3)،وهذه الحال تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ما يكون طبيعياً من أصل المزاج، كالإنسان الذي يحركه أدنى شيء نحو الغضب، ويهيج لأدنى سبب، وكالذي يجبن من أيسر شيء، كمن يفزع من أدنى صوت يطرق سمعه.
القسم الثاني: ما يكون مستفاداً بالعادة والتدريب، وربما كان مبدؤه بالرويَّة والفكر ثم يستمر عليه حتى يكون ملكةً وخلقاً (¬4).

أما السلوك: فهو سيرة الإنسان ومذهبه واتجاهه، يقال: فلان حسن
¬_________
(¬1) انظر: القاموس المحيط، ص137، والمصباح المنير، 1/ 180.
(¬2) انظر: غريب الحديث والأثر لابن الأثير، 2/ 70.
(¬3) انظر: المعجم الوسيط، 1/ 445.
(¬4) انظر: مقدمة في علم الأخلاق، د/ محمود حمدي زقزوق، ص39.

الصفحة 321