فالصدق في القول هو أشهر أنواع الصدق، ويكون بالإخبار، فإن نقل الداعية أو غيره من المسلمين خلاف الواقع وما هو عليه فهو كاذب ومفتر، {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ الله وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} (¬1).
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان} (¬2).
والصدق في النية: الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى.
والصدق في العزم على العمل: كأن يقول المسلم: لئن عافاني الله لأتصدّق في سبيله بكذا، فإذا عوفي دخل الصدق بالوفاء فيما نذر به.
وقد ذمّ الله - عز وجل - عدم الصدق بالوفاء بالعهد: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ الله لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِين * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ الله مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} (¬3).
والصدق في العمل: يكون بأن لا يختلف ظاهر الداعية المسلم عن
باطنه (¬4)، فما أجمل وما أحسن، وما أحكم، وما أكرم من سار على هديه
¬_________
(¬1) سورة النحل، الآية: 105.
(¬2) البخاري، كتاب الإيمان، باب علامات المنافق، برقم 33، ومسلم، في كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، برقم 746.
(¬3) سورة التوبة، الآيات: 75 - 77.
(¬4) انظر: التاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر، 1/ 33.