كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 17)
3/ 409 - " عن سعيدِ بنِ سفيانَ القَارِى قال: تُوُفِّىَ أخِى وَأَوْصَى بمائة دِينَارٍ في سَبيلِ الله، فدخلتُ على عثمانَ بنِ عفانَ وعنْدَهُ رَجلٌ قاعدٌ وعلىَّ قباءٌ جيبهُ وفروجه مكفوفٌ بحَريرٍ، فلما رآنى ذلك الرجلُ أقبلَ علىَّ يجاذِبُنِى قبائِى ليَخْرِقَهُ، فلما رأى ذلك عثمانُ قالَ: دعِ الرَّجُلَ، فَتَركنِى ثمَّ قالَ: قد عَجِلْتُم، فسألتُ عثمانَ فقُلْتُ: يَا أَميرَ المؤمنين، تُوُفّىَ أَخى وَأَوْصَى بِمائةِ دِينَارٍ فِى سَبِيلِ الله فَمَا تَأمُرُنِى؟ قال: هل سَأَلْتَ أَحَدًا قَبْلي؟ قلتُ: لا، قالَ لئنِ استفتيتَ أحدًا قبلى فأَفْتَاكَ غَيْرَ الَّذِى أفْتَيْتُكَ بِهِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، إنَّ الله أمَرنا بالإسْلاَمِ فَأسْلَمْنَا كُلُّنَا، فنحن المسلِمُونَ، وَأمَرَنَا بِالْجِهَادِ فَهَاجَرْنَا فَنَحْنُ الْمُهَاجِرُونَ أَهْل الْمَدِينَةِ، ثَمَّ أَمَرنَا بِالْجِهَادِ فَجَاهَدتُمْ فَأَنْتُمُ الْمُجَاهِدُونَ أَهْل الشَّامِ، أَنْفِقْهَا عَلى نَفْسِكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَعَلى ذِى الحاجة مِمَّنْ حَوْلَكَ، فإنه لو خَرَجْتَ بِدِرْهَمٍ ثُم اشْتَرَيْتَ بِهِ لَحْمًا فأَكلتَه أنتَ وَأَهْلُكَ كُتِبَ لَكَ بِسَبْعمائَة دِرْهَمٍ فَخَرجْتُ مِن عِنْدِهِ فَسَألْتُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِى يجاذبنى، فقيل: هو علىُّ بنُ أبى طالبٍ، فأتيتُه في منزله فقلتُ: ما رأيتَ منِّى؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: أوشَكَ أن تَسْتَحِلَّ أُمَّتِى فُرُوجَ النِّسَاء وَالْحَرِيرَ، وَهَذَا أَوَّلُ حَرِيرٍ رَأَيْتُهُ على أحدٍ مِنَ المسْلِمينَ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَبِعْتُهُ ".كر (¬1).
3/ 410 - " عن عثمانَ قالَ: التّفقَةُ في أَرْضِ الْهِجْرَةِ مُضَاعَفَةٌ بِسَبْعِمائةِ ضعْفٍ".
¬__________
= والأثر في السنن الكبرى للبيهقى، ج 10 ص 303 باب: (الولاء للكبر من عصبة المعتق ... إلخ) بلفظ: عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان - رضي الله عنهما - قالا: (الولاء للكبر).
(¬1) ورد هذا الأثر في كنز العمال للمتقى الهندى، ج 15 ص 468، 469 رقم 41860 بلفظ: عن سعيد بن سفيان القارى ... بلفظه. وعزاه إلى (كر).
