- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ رواية عَمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، لايحتج بها. انظر فوائد الحديث رقم (٧٩١٠).
- كتاب الفتن وأشراط الساعة
٨٣٤٣ - عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: دخلت المسجد، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم، فجلست إليه، فقال:
«كنا مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَره (¬١)،إذ نادى منادي رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم، فقال: إنه لم يكن نبي قبلي، إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه، هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر».
فدنوت منه، فقلت له: أنشدك الله، آنت سمعت هذا من رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه، وقال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي، فقلت له: هذا ابن عمك معاوية، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، ونقتل أنفسنا، والله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
⦗٥٠٨⦘
منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، قال: فسكت ساعة، ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله عز وجل (¬٢).
---------------
(¬١) قال القاضي عياض: «في جَشَره» بفتح الجيم والشين، الجَشَر: المال يخرج به أربابُه يرعى في مكان يمسك فيه، وأصله التباعد، وقال أبو عبيد: الجَشَر: الذين يبيتون مكانهم لا يرجعون إلى بيوتهم. «مشارق الأنوار» ١/ ١٦٠.
(¬٢) اللفظ لمسلم (٤٨٠٤).