كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 17)

قال أبو عبد الله الحاكم: حدَّث بنصف الحديث الذي يتعلَّق بأبي حنيفة بخُراسان، ثم زاد فيه بالعراق ذكر الشافعي.
وقال الحاكم أيضًا: وضع البُورقيُّ على الثقات من المناكير ما لا يُحصى، وكانت وفاتُه بمَرْو.

يحيى بن محمَّد بن صاعِد
أبو محمَّد مولى أبي جعفر المنصور (¬1).
ولد سنة ثمانٍ وعشرين ومئتين، وسافر في طلب الحديث إلى البلاد، وكتب الحديثَ، وسمع وحفظ، وله تصانيف في السُّنن تدلُّ على فقهه وفَهمه.
وقال الدارقطني: بنو صاعد ثلاثةٌ: يوسف، وأحمد، ويحيى بنو محمَّد بن صاعد، [ولهم عمٌّ يقال له: عبد الله بن صاعد] حدَّث عن سفيان بن عُيينة (¬2).
توفي يحيى ببغداد في هذه السنة وقد بلغ تسعين سنةً، ودُفن بباب الكوفة.
سمع محمَّد بن إسماعيل البُخاري وخلقًا كثيرًا، وروى عنه الدارقُطنيّ.
وحكى الخطيب عن بعض طلبة الحديث قال: حضرتُ عند ابن صاعد ومعي جُزءٌ من سماع أبي القاسم البَغَويّ عن شيوخه، فغلِطْتُ وقرأتُه عليه وهو مصغٍ إليَّ، فلمَّا فرغتُ من القراءة تذكرتُ فقلتُ: أيها الشيخ، إنِّي غلطتُ وليس هذا من حديثك بل من حديث البغوي، قال: بل هو سماعي من الشيوخ الذين ذكرتَهم، ثم قام وأخرج أصولَ المشايخ، وأراني كلَّ حديثٍ قرأتُه عليه مكتوبٌ في جزء، رحمة الله عليه.

أبو جعفر الهِلاليّ الزاهد
من [أهل] أعمال صَرْخَد (¬3).
كان مُرابطًا بالساحل لا يُجالس أحدًا، وأنشد: [من السريع]
علامةُ الخائف في قلبه ... بأنه أصفرُ مَنْحوفُ
ليس كمَن كانت له جُثَّةٌ ... كأنَّه للذَّبحِ مَعْلوفُ
¬__________
(¬1) سؤالات السهمي 258، وتاريخ بغداد 16/ 341، وتاريخ دمشق 18/ 176 (مخطوط)، والمنتظم 13/ 298، والسير 14/ 501، وتاريخ الإِسلام 7/ 348.
(¬2) ما بين معكوفين من مصادر ترجمته، توفي ابن عيينة سنة (198 هـ)، وولد يحيى بن صاعد سنة (223 هـ).
(¬3) مختصر تاريخ دمشق 3/ 36 واسمه عنده: أحمد بن جعفر، وما بين معكوفين منه.

الصفحة 10