كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 17)

قال الدارقطني: كان فاضلًا، جليلًا، نبيلًا، ثقةً، مأمونًا.
قال الرّقاشي: سألتُ عنه الدارقطنيَّ فقال: ذاك الجليل الفاضل، حدَّث عنه أبو عبد الرحمن السُّلمي (¬1). حدَّث القاضي عن الحسن بن عَرَفة وغيره، وروى عنه ابن شاهين وغيره.

محمد بن سعيد
- وقيل: ابن سعد- أبو الحسين، الوَرَّاق، النَّيسابوري، صاحبُ أبي عثمان الحِيريّ (¬2).
من كبار المشايخ، وكان عالمًا بعلم الشَّريعة والباطن وعلوم المُعاملات، من كبار مشايخ خُراسان وجِلَّتهم (¬3).
ومن كلام محمَّد بن سعيد (¬4) المذكور قال: مَن غضنَّ بصرَه عن محارم الله تعالى أورثه الله بذلك حكمةً على لسانه يهتدي بها سامعوه، ومَن تورَّع عن شُبهةٍ نوَّر الله قلبَه بنور يهدي به إلى طريق مَرضاته.
وقال: الكرمُ في العفو أن لا تذكر خيانةَ (¬5) صاحبك بعد أن عفوتَ عنه.
وقال: كنَّا في مسجد أبي عثمان الحِيري في مبادئ أمرنا نؤثر بما يُفتَح علينا, ولا نَثبتُ على معلوم، ومَن استقْبَلَنا بما نكره لا نَنتقمُ لأنفسنا بل نتواضع له ونَعتذر إليه، وإذا وقع في قلوبنا حَقارةُ أحدٍ قُمنا بخدمته والإحسان إليه حتى يزول ذلك.
¬__________
(¬1) كذا؟ ! والذي في مصادر ترجمته: قال البرقاني: ذكرت لأبي الحسن الدارقطني أبا عبيد بن حربويه، فذكر من جلالته وفضله وقال: حدث عنه أبو عبد الرحمن النسائي في الصحيح، ولعله مات قبله بعشرين سنة.
(¬2) طبقات الصوفية 299، والمنتظم 13/ 304، ومناقب الأبرار 2/ 5، والبداية والنهاية 11/ 167، والنجوم الزاهرة 3/ 231.
(¬3) في (ف خ) بعد: وجلتهم ما نصه: ولم يكن أبو عثمان الحيري يميل إلى أحد ميله إليه، وكان يقول: لو وجدت من نفسي قوة لرحلت إلى أخي محمَّد بن الفضل ليرتاح سري برؤيته فإنه سمسار الرجال. وهذا موضعه في ترجمة محمَّد بن الفضل الآتي، وسننقله إلى حاق موضعه ثمة.
(¬4) في (خ ف): الفضل، وهو سبق قلم.
(¬5) في طبقات الصوفية 299: جناية.

الصفحة 16