كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 17)

وقال: خطأ العالم أضرُّ من عَمْد الجاهل.
وقال: العلوم ثلاثة: فعلمٌ بالله، وعلمٌ من الله، وعلم مع الله، فالعلمُ بالله معرفةُ صفاته، والعلمُ من الله علمُ الظَّاهر والباطن، والعلم مع الله هو علمُ الخوف والرَّجاء، والمحبَّة، والأُنس، والشَّوق ونحوه.
وقال: البكاء نوعان: بكاءُ الزَّاهدين بعيونهم، وبكاء العارفين بقلوبهم، وأنشد: [من الكامل]
ومن البَلاء وللبلاء علامةٌ ... أنْ لا يُرى لك عن هواك نُزوعُ
والعبدُ عبد النَّفْسِ في شَهَواتِها ... والحُرُّ يَشبعُ تارةً ويجوعُ
وقال ابنُ خَميس: أصلُه من بلخ لكنَّه أُخرج منها بسبب المذهب، فدعا عليهم وقال: اللهم امنَعْهم الصِّدق، فلم يخرج منها بعدَه صِدِّيق، ورحل إلى سَمَرْقَند فأقام بها حتى مات هذه السنة (¬1).
¬__________
(¬1) مناقب الأبرار لابن خميس 1/ 373، ونقل الذهبي في السير 14/ 525، وتاريخ الإِسلام 7/ 332 عن السلمي قال: لما تكلم محمَّد بن الفضل ببَلْخ في فهم القرآن وأحوال الأئمة أنكر عليه فقهاء بلخ وعلماؤها وقالوا: مبتدع، وإنما ذاك بسبب اعتقاده مذهب أهل الحديث .....

الصفحة 18