كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 17)

وقال: النَّاس يقولون: الحُصَري لا يقول بالنَّوافل! وعليَّ أوراد من حال الشباب؛ لو تركتُ منها ركعةً لَعُوْتِبْتُ.
وقال: عَرِّضوا ولا تُصَرِّحوا فالتَّعْرِيضُ أيسَر (¬1)، ويُنشد: [من الطَّويل]
وأعْرِضْ إذا ما جئتَ عنا بحِيلةٍ ... وعَرِّض ببعضٍ إنَّ ذلك أسْتَرُ
فما زِلتَ في إعمالِ (¬2) طَرْفِكَ نَحوَنا ... ولَحْظِك حتَّى كاد ما بكَ يَظْهرُ
ذكر وفاته:
[ذكر ابن خميس في "المناقب" أنَّه] مات ببغداد يوم الجمعة في ذي الحجَّة [من هذه السنة.
وقال الخَطيب: ] ودُفن بمقبرة باب حَرْب وقد أناف على الثمانين.

محمَّد بن أَحْمد بن طالب
أبو الحسن، الأخباري.
رحل وسمع الكثير، وكان فاضلًا، وقال: أنشدنا ابن الأعرابي: [من الخفيف]
كنتُ دهرًا أُعَلِّلُ النَّفْسَ بالوَعْـ ... ـدِ وأخلو مُسْتأنِسًا بالأماني
فمضَى الواعِدون ثُمَّ اقْتُطِعْنا ... عن حديثِ المُنى (¬3) بصَرْفِ الزَّمانِ
[فصل وفيها تُوفِّي]

محمَّد بن أَحْمد بن عبد الله
أبو زيد، المَرْوَزيّ، الفقيه الشَّافعيّ (¬4).
ولد سنة إحدى وثلاث مئة، ولقي محمَّد بن يوسف الفِرَبْريّ سنة ثمان عشرة وثلاث مئة، فحدَّثه بصحيح البُخَارِيّ عن البُخَارِيّ. وكان زاهدًا عابدًا.
¬__________
(¬1) كذا في (ب خ)، وهذا القول ليس في (ف م م 1)، وفي مناقب الأبرار 2/ 209: أستر، وهو الأشبه.
(¬2) في (خ ب): إعراض، والمثبت من مناقب الأبرار 2/ 209.
(¬3) في (خ ب): فمضى الواعدون لي عن حديث المنى، والمثبت من معجم الأدباء 17/ 167، وانظر تاريخ بغداد 2/ 147، وتاريخ دمشق 60/ 164، وتاريخ الإِسلام 8/ 327. وهذه الترجمة ليست في (ف م م 1).
(¬4) تاريخ بغداد 2/ 154، وتاريخ دمشق 60/ 173، والمنتظم 14/ 287، وتاريخ الإِسلام 8/ 363، والسير 16/ 313.

الصفحة 548