كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 17)

9344 - حدثنا أحمد بن محمَّد بن موسى بن شبابان (¬1) المكي، ومحمد ابن أحمد بن سعيد الواسطي (¬2)، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم -دحيم- قال: حدثنا شعيب بن إسحاق (¬3)، عن هشام بن عروة، عن عروة
-[156]- ابن الزبير، و (¬4) فاطمة بنت المنذر بن الزبير، أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت، وهي حبلى بعبد الله بن الزبير، فقدمت قباء، فنفست بعبد الله بن الزبير بقباء، ثم خرجت به حين نفست إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليحنكه، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها، فوضعه في حَجْره، ثم دعا بتمرة. قال: قالت عائشة: فمكث ساعة يلتمسها قبل أن يجدها، فمضغها ثم بصقها في فيه، فإن أول شيء دخل بطنه لريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه، وسماه عبد الله، ثم جاء بعد، وهو ابن سبع سنين أو ثمان؛ ليبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمره بذلك الزبير، فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين رآه مقبلًا إليه، ثم بايعه (¬5).
رواه (¬6) محمَّد بن الليث (¬7)، حدثنا جميل بن يزيد (¬8)، عن (¬9) شعيب ابن
-[157]- إسحاق (¬10)، حدثنا هشام (¬11)، عن أبيه (¬12)، عن عائشة قالت: أول مولود في الإِسلام عبد الله بن الزبير (¬13)، وذلك أنّ اليهود قالوا وخَّذْنا أصحاب محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، يعني: سَحَرنا، فلا يولد لهم، فلما وُلد عبد الله جاءت به أمه في مهده، يعني في حَجره، يوم السابع، إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكبر المسلمون، ثم قال: يا عائشة، التمسوا لنا تمرة حتى نحنكه، قالت عائشة: فمكثنا ساعة نطلبها حتى أصبناها.
وذكر الحديث وفي آخره: ثم مسح النبي -صلى الله عليه وسلم- رأسه وبارك عليه (¬14).
¬_________
(¬1) في نسخة (م): (شبان).
(¬2) أبو عبد الله بن كيسان.
ذكره ابن عسكر في تأريخ دمشق (1/ 41/ ترجمة 5898)، والذهبي في تأريخ الإِسلام -مجلد حوادث (291 - 300 / ص 249 / ترجمة 374) - وذكرا بعض تلاميذه وشيوخه، ولم يذكرا شيئًا عن حاله.
(¬3) شعيب بن إسحاق هو موضع الالتقاء.
(¬4) حرف الواو ساقط من نسخة (م).
(¬5) تقدم تخريجه، انظر الحديث رقم (9340).
(¬6) في نسختي (ل)، (م): روى.
(¬7) يظهر أنه (محمَّد الليث المروزي) الذي روى عنه أبو عوانة عن عبدان، كما سيأتي برقم (9705) و (10289)، وهو محمَّد بن الليث بن حفص بن مروزق القزاز، الإسكاف المروزي.
(¬8) قال أبو حاتم: لا أعرفه، وقال الدارقطني: مجهول.
انظر: الجرح والتعديل (2/ 520/ ت 2514)، ولسان الميزان (2/ 137/ 138/ ت 594).
(¬9) في نسختي (ل)، (م): حدثنا.
(¬10) ابن عبد الرحمن، الأموي مولاهم، البصري ثم الدمشقي.
(¬11) ابن عروة بن الزبير بن العوام، الأسدي.
(¬12) عروة بن الزبير بن العوام، الأسدي، المدني.
(¬13) إلى هنا وقف بالحديث في نسختي (ل)، (م)، ثم قال: وذكر الحديث، وأما نسخة (هـ) فإن هذا الحديث في القسم الساقط من المصورة التي عندي.
(¬14) هذا الحديث لم أقف على من وصله عن محمد بن الليث، ووصله مسلم عن الحكم بن موسى، عن شعيب بن إسحاق، انظر تخريج الحديث رقم (9340). وفي هذا الحديث زيادتان على صحيح مسلم.
الأولى: قوله: (وذلك أن اليهود قالوا-) وتقدم التنبيه على أنها في صحيح البخاري، انظر الحديث رقم (9339).
الثانية: قوله: (يوم السابع)، وهذه الزيادة منكرة؛ راويها جميل بن زيد، مجهول، وقد خالف الثقات؛ فقد روى هذا الحديث عبد الرحمن بن إبراهيم (دحيم)، عند =
-[158]- = أبي عوانة هنا، والحكم بن موسى عند مسلم، وروايتهما كالروايات الصحيحة السابقة، التي فيها أن أول شيء دخل بطنه، هو ريق النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الصفحة 155