كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 17)

باب تعبير السمن والعسل، إذا رآهما الرجل في منامه
10021 - حدثنا بحر بن نصر [الخولاني] (¬1)، حدثنا ابن وهب (¬2)، أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس كان يحدث أن رجلًا (¬3) أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، إني أرى الليلة في المنام ظُلّة (¬4) تَنْطِفُ (¬5) السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون (¬6) منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقِل، وأرى سببا (¬7) واصلا من السماء إلى الأرض، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل من بعدك، فعلا، ثم أخذ به رجل آخر، فعلا، ثم أخذ به
-[671]- رجل آخر، فانقطع به، ثم وصِل له، فعلا، قال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، لتدعني فلأعبرنه (¬8)، قال رسول الله: -صلى الله عليه وسلم- "اعبر"، قال أبو بكر: أما الظُلة، فظُلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل، فالقرآن حلاوته ولينه، وأما ما يتكفف الناس من ذلك، فالمستكثِر من القرآن والمستقِل، وأما السبب الواصِل من السماء إلى الأرض، فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل، [آخر] (¬9) من بعدك فيعلو، ثم يأخذ [به] (¬10) رجل [آخر] (¬11) فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر، فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو [به] (¬12)، فأخبرني يا رسول الله -بأبي أنت وأمي- أصبت أو (¬13) أخطأت؟ قال رسول الله: -صلى الله عليه وسلم- "أصبت بعضا وأخطأت بعضا".
قال: فوالله يا رسول الله، والله (¬14) لتحدثني (¬15) بالذي أخطأت، قال:
-[672]- "لا تُقْسِم" (¬16).
¬_________
(¬1) من نسخة (ل).
(¬2) ابن وهب هو موضع الالتقاء.
(¬3) قال ابن حجر: لم أقف على اسمه. الفتح (12/ 433).
(¬4) بضم المعجمة، أي: سحابة. انظر النهاية (3/ 161)، وشرح النووي (15/ 30)، والفتح (12/ 434).
(¬5) بضم الطاء وكسرها، أي: تقطر قليلا قليلا. شرح النووي (15/ 30)، وانظر النهاية (5/ 75)، ومختار الصحاح (ص 666)، والفتح (12/ 434) وقال: بطاء مكسورة ويجوز ضمها.
(¬6) أي: يأخذون بأكفهم. شرح النووي (15/ 30)، وانظر النهاية (4/ 190).
(¬7) أي: حبلا, ولا يسمى الحبل سببا حتى يكون أحد طرفيه معلقا بالسقف ونحوه. المجموع المغيث (2/ 46).
(¬8) تعبير الرؤيا: تأويلها وتفسيرها. انظر النهاية (3/ 170).
(¬9) من نسخة (ل).
(¬10) من نسخة (ل).
(¬11) من نسخة (ل).
(¬12) من نسخة (ل).
(¬13) في نسخة (ل) وصحيح مسلم: أم.
(¬14) لفظ الجلالة ليس في نسخة (ل) ولا في صحيح مسلم.
(¬15) في نسخة (ل): لتخبرني.
(¬16) أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا (4/ 1777/ حديث رقم 17).
وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التعبير، باب من لم ير الرؤيا لأول عابر، إذا لم يصب (12/ 431/ حديث رقم 7046)، وطرفه في (7000).

الصفحة 670